الأمير مولاي الحسن مع الرئيس الصيني |
حينما حلَّ الرئيس الصيني شي جين بينغ ضيفًا على المغرب في زيارة غير تقليدية، كانت المفاجأة الأكبر في هذه الزيارة ليست فقط في الأخبار حول دعم الصين لمغربية الصحراء، أو حتى المشاريع الاقتصادية مثل الجسر البري بين الأقاليم الجنوبية المغربية وجزر الكناري، بل في الطريقة التي تعامل بها الأمير مولاي الحسن مع الرئيس الصيني. كيف استطاع ولي العهد أن يتعامل مع ثاني أقوى وأغنى دولة في العالم نداً لند؟
سنستعرض أبرز تفاصيل هذه الزيارة وكيف أثبت الأمير مولاي الحسن براعته السياسية والدبلوماسية في هذه المقالة.
زيارة الرئيس الصيني: تحول تاريخي في العلاقات بين البلدين
آثار استقبل الأمير مولاي الحسن للرئيس الصيني شي جين بينغ حبروسائل الإعلام ليس المحليه بل على مستوى العالم لتعلن عن ميلاد قائد مستقبلي سيكون له دور مهم في رسم ملامح السياسة الدولية وسيفعل ما لم يفعله أجداده وهذا ما يدور الآن حول كل أجهزة المخابرات المعادية والصديقة للمملكه المغربيه من اخبار وبناء عليهما هي أهم الحركات التي جعلت الامير مولاي الحسن محطة توجسا لأعداء المملكة ولماذا اختار الرئيس الصيني زيارة المغرب في هذا التوقيت وكيف قيم الغرب الزيارة الصينيه المفاجئة لـ المغرب كل هذا واكثر سوف نناقشه في هذا المقال
بتوجيهات من الملك محمد السادس، استقبل ولي العهد الأمير مولاي الحسن الرئيس الصيني شي جين بينغ في الدار البيضاء، في خطوة دبلوماسية ذات دلالات كبيرة. عند نزول الرئيس الصيني من الطائرة في مطار محمد الخامس الدولي، لفت الأنظار أن الرئيس استند بيده اليسرى على سلم الطائرة، وهو أمر معتاد له، لكن المفاجأة كانت في كيفية استقبال الأمير مولاي الحسن. فبمجرد أن استقبله الأمير، استخدم يده اليمنى في إشارة احترام وتقدير، في مراعاة لقواعد البروتوكول المغربي.
هذه الحركة البسيطة كانت بمثابة إشارة للعالم على الاحترام المتبادل بين القائدين، وهو ما لفت الأنظار في وسائل الإعلام المحلية والدولية على حد سواء، مما أكد على أن الأمير مولاي الحسن يسير بخطى ثابتة نحو أن يصبح أحد قادة المستقبل الذين سيشكلون السياسة الدولية.
استراتيجيات دبلوماسية ذكية: تعزيز موقع المغرب في العالم
هذا الاستقبال جعل ولي العهد ضمن قادة الصف الأول في العالم ,كيف هذا ؟ لأن الاستقبالات الدبلوماسية لقادة الدول عادة تكون بين الملك وملك اخر او رئيس ورئيس اخر ولهذا كانت أبرز التساؤلات التي أثارها حضور الأمير مولاي الحسن لاستقبال الرئيس الصيني عن سبب غياب الملك محمد السادس عن استقبال الرئيس. هذا السؤال فُسِّر من قبل بعض وسائل الإعلام على أنه مؤشر على مرض الملك أو عدم قدرته على استقبال الرئيس الصيني، بينما طرحت وسائل إعلام أخرى تفسيرات مختلفة، مشيرة إلى أن غياب الملك قد يكون خطوة دبلوماسية لتحسين صورة ولي العهد وتعزيز مكانته السياسية.ومع ذلك، تبين لاحقًا أن هذه الزيارة القصيرة كانت تستهدف استعراض قوة العلاقات بين المغرب والصين دون إشارات واضحة إلى أي تناقضات سياسية مع الولايات المتحدة. في الواقع، المغرب نجح في إرسال رسالة توازن، مما جعله يحافظ على علاقاته القوية مع أمريكا في الوقت الذي يولي فيه أهمية خاصة للتعاون مع الصين.
إشارات دبلوماسية دقيقة: الأمير مولاي الحسن كدبلوماسي ماهر
ولكي نكون منصفين، فإن المغرب كان ذكيا وأقام استقبالا شبه رسمي للرئيس الصيني ووضع الزعيم الصيني مع الأمير مولاي الحسن في نفس الموكب. وتصدرت الصحف حول العالم عناوين الأخبار حول هذه الزيارة. وهذا مكسب للمملكة المغربية في عالم المستقبل، حيث استفاد الأمير من هذه الزيارة ووجه رسائل إلى العالم أجمع.وبينما يحتفظ المغرب بعلاقاته القوية مع أمريكا ويتمسك باحترام الصين كجزء من دبلوماسية مربحة للجانبين، فإن إحدى الرسائل التي التقطتها أجهزة الاستخبارات العالمية هي احترام الوفد الصيني للتعليمات المغربية. كما رأينا، الحرس الشخصي لشي جين بينغ. غير موجود على السجاد الأحمر، وحتى المترجم التزم بهذا البروتوكول، وهو احترام للمغرب.
لكن المثير للاهتمام هو أن رئيس الوزراء عزيز أخنوش سار خلف الأمير مولاي الحسن، في إشارة إلى أن السلطة السياسية والقانونية في البلاد تتبع أوامر ولي العهد والملك محمد السادس. كما أن استعراض تشكيلة من الحرس الملكي امام الرئيس الصيني التي أدت التحية له بالسلام على رئيس الصين بالمصافحة فقط ندا للند من قائد الحرس الملكي وانحنائه لتقبيل يد الأمير مولاي الحسن, دليل على أن السلطة العسكرية في البلاد تحت سيطرة الملك والأمير وهي بهذا التصرف تثبت خضوعها وولائها للأسرة العلوية المغربية بالتالي كل ما يشاع من مخططات انقلابية سواء عسكرية او سياسية هي مجرد اشاعات. لان المغرب مستقر ونلاحظ كذلك أن الرئيس الصيني كان يتبع الإشارات البروتوكولية التي يلقنها اياه الامير مولاي الحسن مثل مكان الوقوف لأداء التحية ووقت السير بعدها وهذا ما يقوم به أصحاب المكان.
من اللحظة الأولى، كان من الواضح أن الأمير مولاي الحسن يدير تفاصيل الزيارة بكل براعة. على الرغم من وجود مترجم مع الرئيس الصيني، إلا أن الأمير كان قادرًا على التواصل مع الرئيس الصيني بشكل فعال، من خلال لغة الجسد والإشارات البروتوكولية.والمثير في هذه الزيارة هو الطريقة التي تعامل بها الأمير مع الرئيس الصيني على مستوى لغة الجسد، حيث جلس بجانبه بطريقة تعكس الثقة والاحترام المتبادل. من خلال هذه التفصيلات الدقيقة، أظهر الأمير مولاي الحسن مستوى عالٍ من التأهيل الدبلوماسي، مما جعله يبدو نداً قويًا للرئيس الصيني في هذا السياق.ولا شك أن البروتوكولات تعطينا دائمًا فكرة عن قوة شخصية الرئيس أو الملك وقدرته على فرض النظام . وأكبر مثال على ذلك هو الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند وكيف فعل ذلك. ارتكب مقلباً احتفالياً في ألمانيا في الماضي عندما لم يكن يعرف أين يمشي أو أين يقف، وذلك لأنه لم يكن لديه تدريب قبلي مثل الأمير المغربي.
بناء الثقة: التمر والحليب كرمز للضيافة
فطنة وذكاء ولي العهد المغربي |
عند مدخل صالة كبار الزوار في المطار، قُدِّم للرئيس الصيني برفقة وفد يضم على وجه الخصوص كاي تشي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، والمدير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، التمر والحليب وفقاً للتقاليد المغربية الأصيلة. وهنا تتجلى ذكاء ودهاء ولي العهد المغربي. فعندما قدم للرئيس الصيني التمر والحليب، لاحظنا أن الرئيس الصيني تردد قبل تناول التمر. وقد يكون ذلك لأسباب صحية، كأن يكون حاملاً لمرض مثل مرض السكري. وقد يكون تردده أيضاً بسبب خوفه من أن يكون التمر مسموماً من قبل جهات معادية للصين، أو حتى لأنه غير معتاد على تناول التمر، فهو ليس من الفواكه الشعبية في الصين. ورغم ذلك، يبدو أن الأمير أراد تخفيف التوتر مع الزعيم الصيني فبادر إلى تناول التمر وأكله، وهو ما شجع الرئيس شي جين بينج على الثقة بالأمير وتذوق التمر، مما يشير إلى نوع من بناء الثقة المتبادلة بين البلدين.
استقبال غير تقليدي: تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية
في سياق هذه الزيارة، كان من الواضح أن المغرب قد نجح في وضع نفسه في مركز دبلوماسي قوي. فعندما تناول الأمير مولاي الحسن والرئيس الصيني الطعام معًا، كانت الإشارات التي تم تبادلها بينهما أكثر من مجرد تحية دبلوماسية. الجلوس معًا على نفس الأريكة والمسافة القريبة بينهما كانت رسائل غير مباشرة على العلاقة المتينة التي تجمع البلدين.كما أن الزخم الإعلامي الذي رافق الزيارة وأخبارها التي تناولتها الصحف العالمية كانت بمثابة إعلان عن تولي الأمير مولاي الحسن مكانة قيادية جديدة على الساحة الدولية، حيث بدا جليًا أن المغرب يعزز مكانته كداعم رئيسي للسلام والتنمية في المنطقة.
الصين والمغرب: شراكة استراتيجية في تزايد
تستمر الصين في تصدر قائمة الشركاء التجاريين للمغرب، حيث تجاوز حجم التجارة بين البلدين 8 مليارات دولار. وهذا التقدم يعكس تزايد التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ويعزز من مكانة المغرب كمركز اقتصادي رئيسي في المنطقة. زيارة الرئيس الصيني للمغرب ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل هي خطوة كبيرة نحو تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من الفرص الاقتصادية والسياحية.وهذا ما جعل الرئيس شي جين بينغ يطلق حملة سياحية في المغرب مباشرة، خاصة داخل الصين. فكما نعلم، الصين لديها مليار و400 مليون، وهي سوق سياحية ضخمة واقتصادها أكبر من ذلك. تخيلوا لو جمعنا الاقتصاد الألماني والفرنسي والبريطاني والإيطالي والإسباني، تبقى الصين أغنى منها وأغنى من الاتحاد الأوروبي بأكمله. وهذا يعطينا فكرة عما حققته الصين. دول مثل إسبانيا، تخيلوا أن اقتصادها ككل يمكن أن يكون أصغر من مقاطعة صينية، أو حتى أصغر من مدينة صينية. صحيح أن الصين أصبحت الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لكن مسألة أن تصبح أكبر اقتصاد في العالم ليست سوى مسألة وقت. فإقامة رئيس دولة في المغرب بهذا الحجم واختياره للمملكة للراحة هو رمز جديد للمغرب كوجهة سياحية عالمية. وتعكس هذه الزيارة أيضا عمق العلاقات والصداقة والتعاون والتضامن التي تربط الشعبين المغربي والصيني، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين، الملك محمد السادس وشي جين بينغ، للمضي قدما على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية الصينية المغربية،
والتي تم وضع أسسها خلال الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس للصين سنة 2016. ويشكل ربط المغرب بسلسلة الزيارات الصينية دليلا آخر على الفرص الاقتصادية المتاحة للمملكة المغربية. نجاح استراتيجي للأمير مولاي الحسن
من خلال هذه الزيارة، أصبح الأمير مولاي الحسن أكثر وضوحًا في قدراته الدبلوماسية والسياسية. بثباته، وحضوره القوي، وتعامله الرفيع مع الرئيس الصيني، أظهر للعالم أن المغرب تحت قيادته وقيادة الملك محمد السادس يسير بثقة نحو المستقبل، ويستعد للعب دور مهم في الساحة الدولية. لذلك فإن اختيار الرئيس الصيني للمغرب ليس عبثا، فتعامل الأمير مولاي الحسن كشف للعالم عن ميلاد زعيم جديد في دول العالم الثالث يستطيع أن يفعل الكثير على الساحة الدولية، فثباته عند استقبال الرئيس الصيني ووقوفه المريح معه والحديث المطول دون تلعثم أو تردد دليل على شخصية قوية نادرا ما نراها، وهذا الثبات العاطفي هو نتيجة سنوات من التكوين القبلي لهذا الأمير، وأي خطأ في استقبال الرئيس الصيني قد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين، وعندها سيخسر المغرب الكثير في عدد المعاملات التجارية بين الصين والمغرب التي تجاوزت 8 مليارات دولار، والصين تعتبر الآن الشريك التجاري الثالث للمغرب عالميا وهي مرشحة لتكون الأولى في المغرب، لكن الابتسامة العريضة على وجهي الزعيمين أثناء ختام اللقاء وتلويح الأمير لموكب الرئيس شي جين بينج دليل على أن الأمور تسير على ما يرام.