الجافورة حقل يزيد مكانة السعودية الطاقوية
السعودية تجتاح عالم الغاز |
اكتشاف لم تكن أرقامه فقط المذهلة بالنسبة للمملكة، بل توقيت اكتشافه، فكان دفعة اقتصادية وسياسية كبيرة للسعودية الساعية في هذا الوقت إلى توفير عائدات ضخمة لإنجاح مشاريعها الكبرى ودعم رؤيتها لعام ألفين وثلاثين، حيث إن هذه الاكتشافات التي التي أعلنها الأمير سترفع الاحتياطات في الحقل الواقع شرق السعودية إلى حوالي ستة تريليونات ونصف تريليون متر مكعب، وستتمكن السعودية في الوقت نفسه من أن تصبح دولة أكثر اخضرارا بتعزيزها إمداداتها المحلية من الغاز لتوليد الطاقة، أي انه بالتالي يقلل الحاجة إلى حرق النفط.
كذلك فإنه سيكون داعما لها نحو رؤية عشرين ثلاثين، إذ ستصبح السعودية وفق هذه الاكتشافات مصدرا رئيسيا للغاز. ولم يستغرب الخبراء هذه القفزة بالأرقام، إذ أن حقول السعودية تعرف بأن احتياطاتها ترتفع وتقفز أرقامها فجأة.
الكمية لا تكاد تكفي سوى تغطية الطلب على الطاقة والطلب الصناعي، لكن الاكتشافات الجديدة في حقل الجافورة الواقع شرق البلاد، والذي بات اليوم أكبر حقل غاز غير مصاحب للنفط في المملكة بعد الاكتشافات الجديدة، إذ إن التقديرات السابقة فيه كانت تشير إلى أن الاحتياطات تصل إلى نحو مئتي تريليون قدم مكعبة من الغاز الخام.
المملكة السعودية ضمن الدول الأكبر في إنتاج الغاز
تمتلك المملكة العربية السعودية سادس أكبر احتياطي عالمي من الغاز في العالم، حيث إنه يتم إنتاج ثلاثة عشر مليار قدم مكعب من الغاز يوميا في البلاد الذي كانت تستخدمه المملكة محليا لتغطية احتياجاتها المحلية حتى عام ألفين وعشرين، حين أعلن وزير الطاقة السعودي أن بلاده ستبدأ بتصدير الغاز للخارج. ومنذ منتصف السبعينيات، تعتبر شركة أرامكو السعودية المورد الوحيد للغاز الطبيعي في المملكة، إذ بدأت باستخلاص الغاز واستخدامه لتطوير منتجات إضافية ذات قيمة إلى جانب النفط.
في المقابل. فإن شركة الغاز والتصنيع الأهلية غازكوGAZCO تعمل في نقل البترول وتعبئته وتسويقه كخليط مكون من غاز البوتان و البروبان أو من غاز البوتان أو البروبان بشكل منفصل، إضافة إلى تسويق الاسطوانات والخزانات الفارغة والقطع الخاصة بها والمعدة لنقل الغاز وأيضا تنفيذ التمديدات وتركيب الخزانات في مواقع المستهلكين.
وبحسب توقعات الخبراء فإن الحقل سيدعم صناعة البتروكيماويات وتطويرها إلى جانب تحويل النفط إلى الصادرات، كذلك فإن الحقل يجذب انتباه المستثمرين الأجانب وتسعى شركات عالمية كبرى في مقدمتها شركة سينوبكSINOPEC الصينية إلى المشاركة في أرباحه، وذلك ضمن محاولات كبرى لعقد شراكة مع شركة أرامكوARAMCO للإسهام في تطوير الحقل، أكبر حقل غاز في الشرق الأوسط،
والذي تركز المملكة حاليا وتصب جل اهتمامها على تطويره ضمن خطتها ورؤيتها الكبرى للتركيز على الاقتصادات الكبرى خاصة للغاز، وذلك بصفته وقودا انتقاليا تضعه المملكة على مخططات التوسع في إنتاجه في خطة متكاملة أيضا لتطويره والاستفادة منه إلى أقصى حد ممكن.
فهل تصل المملكة السعودية مع حقل الجافورة إلى ما تصبو إليه في عالم الطاقة؟ سؤال ستجيب عنه أرقام عام ألفين وثلاثين.