عرض المواعدة العمياء BLIND DATING "على الطراز الغربي" هل يحتاجه المغاربة حقًا؟

 مع أكثر من مليون مشاهدة في يومين فقط، وجد برنامج مغربي جديد للمواعدة على اليوتيوب نفسه وسط جدل محتدم.

التعارف الأعمى-BLIND DATING- في المغرب

في المغرب

أثار إطلاق نسخة مغربية جديدة من برنامج "المواعدة العمياء بالملابس" على موقع يوتيوب، عاصفة من الانتقادات والمطالبات بإزالته، حيث أكد الكثيرون أن فكرة البرنامج تتعارض مع القيم والمبادئ المغربية.

عرض المواعدة العمياء -BLIND DATING- يثير الغضب في المغرب
عرض المواعدة العمياء -BLIND DATING- يثير الغضب في المغرب



يعرض البرنامج، الذي بثت حلقته الأولى على قناة "Kawaliss" على اليوتيوبYOUTUBE، امرأة شابة تستجوب الخاطبين الذكور المحتملين دون أن يراها أحد، بهدف اختيار واحد منهم للمواعدة.

انتشار سريع وردود فعل عنيفة متزايدة

وفي غضون يومين فقط من نشره، تجاوز الفيديو المثير للجدل المليون مشاهدة. وسرعان ما جمعت قناة كواليس، التي انطلقت في 24 يناير من هذا العام، 60 ألف متابع، ونشرت حتى الآن ثلاثة مقاطع فيديو، من بينها حلقتان من برنامج “المواعدة العمياء ”.

وقد أثار هذا المفهوم المقتبس من برامج المواعدة على النمط الغربيBLIND DATING، ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي. شكل العرض، الذي تقوم فيه المتسابقة باستجواب الخاطبين الذكور المحتملين دون رؤيتهم ثم تختار واحدًا منهم في موعد، انتقادات شديدة. ويرى الكثيرون أن هذه الفرضية تروج لسلوكيات وقيم لا تتوافق مع الثقافة المغربية التقليدية والمبادئ الإسلامية.

المواعدة العمياء -BLIND DATING-  هل يحتاجه المغاربة حقًا؟

قد أدى اختيار المرأة للملابس في العرض إلى زيادة الاحتجاج. كانت ملابسها، التي وصفها العديد من المشاهدين بأنها "غير محتشمة" و"فاضحة"، والتي وصفها البعض بأنها كاشفة بشكل مفرط وغير لائقة، نقطة محورية للنقاد الذين يؤكدون أن البرنامج يقوض المعايير المجتمعية للتواضع واللياقة.
حيث جاءت تعليقات أغلب المشاهدين بطريقة سلبية مثل:

"إنه لأمر مخز أن نرى مثل هذا التجاهل الصارخ لقيمنا الثقافية والدينية يتم الترويج له على وسائل التواصل الاجتماعي."

وانضم العديد من الناشطين والصحفيين إلى المعركة، مستنكرين فكرة البرنامج والطريقة التي تعاملت بها المتسابقة مع المشاركين الذكور. وأعلن الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أنه:

 “من المخزي تشجيع ودعم هذا النوع من الأفكار التي يروج لها ’المواعدة العمياء‘”. ودعا الناشطون الأسر المغربية إلى مراقبة أبنائهم عن كثب وتربيتهم بشكل صحيح لتجنب الوقوع في ما وصفه بالسلوكيات المسيئة التي “تشوه صورة المغاربة”.

وأطلق العشرات من المغاربة حملة على الإنترنت تطالب بحذف البرنامج من المنصة ومحاسبة من يروجون له. وقال أحد المعلقين على الفيديو: "نأمل أن توقف السلطات هذا البرنامج قبل أن ينتشر أكثر".

التداعيات القانونية والمخاوف المجتمعية

إن نشر الصور ومقاطع الفيديو غير اللائقة على منصات التواصل الاجتماعي يعاقب عليه القانون الجنائي المغربي. ويندرج هذا النوع من المحتوى تحت جريمة مخلة بالحياء العام، ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.

يمكن لأي شخص شاهد مقطع فيديو به دلالات جنسية أن يقدم شكوى عامة، إما باسمه أو دون الكشف عن هويته، إلى المدعي العام. يتمتع المدعون العامون بالسلطة الكاملة لرفع دعوى عامة ضد مقاطع الفيديو غير اللائقة التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنهم نادرا ما يأخذون زمام المبادرة لمتابعة مثل هذه الإجراءات.

تنص المادة 483 من القانون الجنائي المغربي على ما يلي: “يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من 200 إلى 500 درهم كل من ارتكب خدشا حياء عاما إما بالتعري عمدا أو بالإيماءات أو الأفعال الفاحشة. ".

ويقول النقاد إن برنامج المواعدة العمياء، ودمج المفاهيم الغربية على نطاق أوسع، لا يتوافقان مع المجتمع والتقاليد الإسلامية في المغرب. ويتهم البعض البرنامج بتشجيع السلوك الجنسي وتطبيع نمط الحياة الغربي.

ويرى آخرون أن مثل هذه العروض تكون بمثابة إلهاء عن القضايا الوطنية الملحة التي ينبغي أن تكون محور الاهتمام. وقال أحد المعلقين: "هذه الواردات الغربية تشكل إهانة لأسس ثقافتنا". "آخر شيء يحتاجه شبابنا هو المزيد من التشجيع تجاه العلاقات السطحية وغير الأخلاقية."

القناة تدافع عن تنوع وجهات النظر

وفي بيان إخلاء المسؤولية الذي يتم نشره مع كل فيديو، تنص قناة كواليس على ما يلي:

في كواليس، نحن نؤمن بقيمة الحوار والتنوع الثقافي. نحن نفتح أبوابنا لكل فرد للتعبير بحرية وعفوية عن أفكاره وآرائه، بغض النظر عن الموضوع أو اللغة التي يختارونها. هنا، تجد كل فكرة بيئة مناسبة للنمو، وكل صوت يجد آذانًا جاهزة للاستماع.

ومع ذلك، فإن هذه الحجة المتعلقة بالتعبير المفتوح عن وجهات النظر المتنوعة لم تفعل الكثير لتهدئة سيل الإدانة الذي استهدف القناة ومحتواها المثير للجدل. مع استمرار برنامج المواعدة الأعمى في زيادة عدد المشاهدات، يبقى أن نرى ما إذا كان الضغط العام والتداعيات القانونية المحتملة ستجبر البرنامج على التوقف عن البث. ويكشف الجدل العنيف الذي أثارته التوترات الثقافية والرؤى المتضاربة للنسيج الاجتماعي في المغرب.

نجمة برنامج BLIND DATING – توضح

"لم أكن أعلم أن ملابسي ستسيء إلى المغاربة"

وقبل ساعات قليلة، نشرت الشابة التي كانت محور الجدل عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، تناولت فيه ردود الفعل العنيفة، وقدمت تفسيرا لظهورها وتصرفاتها في البرنامج.

وأعربت المتسابقة، التي كشفت أنها ولدت في الدنمارك ونشأت في هولندا، عن عدم وعيها بأن ملابسها ستسبب مثل هذا الضيق لدى المغاربة. وقالت: “لم أكن أعلم أن هذا سيزعج المغاربة أو أن ملابسي ستسيء إليهم”.

وأرجعت اختيارها للملابس إلى الأعراف الثقافية للمجتمع الذي نشأت فيه، حيث تعتبر هذه الملابس شائعة. وأوضحت: “لقد نشأت في مجتمع يرى هذا اللباس عاديا، ولهذا السبب أجده عاديا أيضا”، معترفة بأن مثل هذا اللباس ليس شائعا في المغرب.

وفي معرض حديثها عن الجدل الدائر حول ملابسها، قالت: "لم أكن أعلم أن التنورة التي أرتديها ستظهر بهذا الشكل أمام الكاميرا". ومضت في الاعتذار لجميع المغاربة الذين يعتقدون أنها تصرفت عمدا لإثارة رد فعل.

وفيما يتعلق باستخدام كلبها لتحديد المتسابقين الذين سيتم استبعادهم، وهي خطوة اعتبرها العديد من المشاهدين غير محترمة، أوضحت الشابة أنها تعيش مع كلبها وتعتبره طفلها، مؤكدة على أهميته في حياتها.

كما سعت إلى تبديد فكرة أن غرض العرض هو التقليل من شأن الرجال، مؤكدة بدلاً من ذلك أنه مجرد "مفهوم ترفيهي" لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال