الجزائر من الدول العربية التي شهدت تحديات أمنية وسياسية عديدة على مدى عقود. وتعود بعض هذه التحديات إلى العلاقة المستمرة بين الحكومة الجزائرية وعدد من الجماعات المسلحة التي تسعى إلى الانفصال. وأظهرت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين مصادر تمويل هذه الجماعات المسلحة والظاهرة الإرهابية في البلاد.
وهذا هو السبب الرئيسي لتصنيف الجزائر “الأكثر بؤسا” في منطقة المغرب العربي، مما يؤثر سلبا على اقتصاد وسياسة المنطقة بشكل عام. وإذا استمر هذا الوضع دون حلول جذرية، فمن الممكن أن تتفاقم الأزمة وتزيد من تفاقم الفقر والبؤس في البلاد وفي تفتيت المنطقة وإضعاف المغرب الكبير، وهي سياسة تحت لواء الجيش وليست لها علاقة بالشعب الجزائري الذي يدفع الثمن الباهظ لهذه السياسات.
تأثير تمويل الإرهاب والانفصال على اقتصاد الجزائر
أموال مخصصة لدعم الانفصال:
- حصاد الثروات الباطنية: هل يعم الازدهار شعب الجزائر؟
- كيف يؤثر تمويل الإرهاب والانفصال على مستقبل الجزائر؟
- آثار أضرار الإنفاق الجزائري على الجبهات الانفصالية: كيف يضر بالاستقرار الاقتصادي والتدهور الاجتماعي؟
تمويل الإرهاب والانفصال
إن حصول الجزائر على المركز الأول مغاربياً حسب مؤشر الفقر العالمي يكشف غياب العدالة في توزيع الثروة في هذا البلد. كما يكشف سيطرة الجيش على عائدات النفط وغياب المؤسسات التي تدير عائداته بما يحسن المستوى المعيشي للجزائريين، بما في ذلك غياب برامج تنمية بشرية حقيقية تهدف إلى رفع مستوى المعيشة وتحسينه و خفض معدلات الفقر.
ويعود ارتفاع مستوى الفقر في الجزائر إلى الزيادة المخيفة في الإنفاق على الأسلحة التي تستنزف ميزانية الدولة الجزائرية، لا سيما من خلال الاعتماد على اتفاقيات غير تنظيمية مع الدول التي تصنع وتصدر الأسلحة، القادة العسكريون يسيطرون على اقتصاد الجزائر .
الجزائر : بين الاستقرار الاقتصادي والتدهور الاجتماعي
تدعي الجزائر أنها تنوي تنويع اقتصادها، لكن في الواقع هذه مجرد شعارات لا تحقق الأهداف التي تروج لها؛ وهي مجرد دعاية اجتماعية ليس لها أي تأثير على أرض الواقع على صعيد تحسين دخل الجزائريين أو تعزيز اقتصادهم الوطني بما يخلق فرص العمل، كما أشار المؤشر المذكور، كما يثير “إشكالية” القيود. حرية الرأي مما لا يسمح للسكان بالانخراط في الدورة الاقتصادية المتكاملة.
بسبب الافتقار إلى الوعي الاتجاهي تتخلف الجزائر عن نصف دول العالم في جميع المستويات الأربعة لمؤشر التنمية البشرية، مما يؤثر على الفروق بين الجنسين أو الحالة الصحية أو الفروق المتعلقة بالأمل في الحياة. والبؤس الإنساني، وهذا مع العلم بالطبع أنها دولة غنية جداً بالموارد الطبيعية
تحتل الجزائر المرتبة السادسة بين الدول المنتجة للغاز الطبيعي المسال خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2023.
ومن الغريب أن الشعب الجزائري هو أكثر الشعوب بؤسا رغم أن إنتاج بلاده السنوي يبلغ مليون برميل من النفط، مما يعني أن الجزائر بلد يملك إمكانيات إنتاجية هائلة جدا. و موارد طبيعية ودخل، لكن اقتصادها يبقى ريعياً.
كما أن هناك فوارق جهوية خطيرة، خاصة بين المنطقة الجنوبية والمنطقة الغربية للجزائر، مما ينتج عنه غياب الحوكمة والحوكمة الاقتصادية والحوكمة المكانية والحوكمة التنموية.
الطبقة العسكرية في السلطة تستفيد من كل الموارد وتتحكم فيها، وبالتالي فإن هذا المؤشر دليل حقيقي على طبيعة الحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، خاصة أن ما يجعل هذه الوضعية مستمرة هو غياب اقتصاد منظم وغياب “إدارة مدبرة”في الجزائر بسبب اعتمادها القوي على الريع .التنمية الإنسانية محرومة ومهملة مما يزيد من مستوى البؤس وله تأثير كبير على الأوضاع داخل البلاد.
حصاد الثروات الباطنية: هل يعم الازدهار شعب الجزائر؟
يثير الخبر الصادم هذا مشاعر الحزن والقلق في قلوبنا، حيث تم تصنيف الجزائر كـ "الأكثر بؤسا" في المغرب الكبير بسبب تمويل الانفصال والإرهاب. هذا الأمر يجب أن يكون على رأس أولوياتنا كـسكان شمال أفريقيا .
لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أماننا واستقرارنا. نحن بحاجة إلى تضافر الجهود وتعاون الجميع للقضاء على هذه الجريمة الكبرى (تمويل الإرهاب والانفصال) وضمان أمننا وسلامتنا. فلنتحد يداً بيد لبناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة.