المغرب يقود تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في شمال أفريقيا: تحليل المشهد الأفريقي للطائرات بدون طيار

تحليل المشهد الأفريقي للطائرات بدون طيار

يبرز الجيش المغربي كدولة رائدة في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في منطقة المغرب العربي ويحتل المرتبة الثانية في أفريقيا، حيث يضم أسطولا مثيرا للإعجاب يتكون من 233 طائرة بدون طيار. تأتي هذه البيانات من تقرير حديث عن عمليات شراء الطائرات بدون طيار في جميع أنحاء القارة الأفريقية يمتد من عام 1980 إلى عام 2024، نشرته مؤسسة Military Africa، وهي مصدر بارز لتحليل الشؤون العسكرية الأفريقية.

المغرب يقود تكنولوجيا الطائرات بدون طيار
 المغرب يقود تكنولوجيا الطائرات بدون طيار


حصلت القوات المسلحة الملكية المغربية على عدد كبير من الطائرات بدون طيار من موردين مختلفين، مما عزز مكانتها في طليعة اعتماد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في المنطقة. والجدير بالذكر أن مصر تتصدر القارة الأفريقية بأكثر من 260 طائرة بدون طيار في ترسانتها، مما يضع المغرب في المركز الثاني الجدير بالثناء. تليها مباشرة نيجيريا بـ 177 وحدة، وإثيوبيا بحوالي 126 طائرة بدون طيار، والجزائر بـ 121 طائرة بدون طيار. و جنوب أفريقيا، لديها أقل من 100 طائرة بدون طيار.

وتونس، التي تحتل المركز السابع في أفريقيا، تحتل المركز الثالث في منطقة المغرب العربي، حيث تمتلك أسطولا يضم حوالي 59 طائرة بدون طيار. ومن بينها 24 وحدة من أصل أمريكي، و13 وحدة يتم تصنيعها في مصانع هندية، بالإضافة إلى وحدات إضافية يتم الحصول عليها من أستراليا. يشهد الصراع الليبي قيام كل من حكومة الوحدة الوطنية والحكومة الشرقية بجمع إجمالي 87 طائرة بدون طيار، مما يضعهما في المركز الرابع في منطقة المغرب العربي.

وفي المقابل، يتخلف الجيش الموريتاني بأسطول متواضع يتكون من أربع طائرات بدون طيار فقط، ليحتل المرتبة الأخيرة في منطقة المغرب العربي والمرتبة 28 في أفريقيا.

إحصائيات الطائرات بدون طيار في أفريقيا


ويسلط التقرير الضوء أيضًا على عمليات الاستحواذ التراكمية للطائرات بدون طيار في 31 دولة أفريقية، بإجمالي 1534 وحدة. ويشمل ذلك 1254 طائرة بدون طيار ذات أجنحة ثابتة، و144 طائرة بدون طيار ذات أجنحة دوارة، و136 طائرة ذات أجنحة ثابتة للإقلاع والهبوط العمودي.

وتمثل دول شمال أفريقيا، بما في ذلك المغرب والجزائر وتونس وليبيا، أكثر من 53٪ من عمليات شراء الطائرات بدون طيار في القارة، مما يؤكد التركيز الاستراتيجي للمنطقة على المركبات الجوية بدون طيار. وتليها دول غرب أفريقيا بـ 338 طائرة بدون طيار، في حين تمتلك دول شرق أفريقيا ما يقرب من 218 وحدة، وتحتفظ دول الجنوب الأفريقي بأسطول يضم حوالي 160 طائرة بدون طيار.

ومن خلال فحص الموردين، تظهر الصين كمصدر رئيسي لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، تليها إسرائيل مباشرة. والجدير بالذكر أن المغرب قام بتأمين جزء كبير من أسطول الطائرات بدون طيار من إسرائيل، خاصة لتأمين مجاله الجوي في الصحراء. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة في صادرات الطائرات بدون طيار إلى أفريقيا، مع ظهور تركيا كلاعب مهم، خاصة مع نيجيريا كعميل بارز.

وبالخوض في تفاصيل اقتناء المغرب للطائرات بدون طيار، تتباهى القوات المسلحة الملكية بحوالي 160 طائرة بدون طيار إسرائيلية الصنع، إلى جانب 26 طائرة بدون طيار أمريكية الصنع، و19 طائرة بدون طيار تصنعها الصناعات الدفاعية التركية. وتُفضل هذه الطائرات ذات الأجنحة الثابتة لقدراتها طويلة المدى، مما يجعلها مثالية لمهام المراقبة والاستطلاع عبر مناطق شاسعة.

المغرب يظهر كمركز لتصنيع الطائرات بدون طيار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط

في تطور رائد، عزز المغرب مكانته كثاني أكبر مصنع للطائرات بدون طيار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بعد إسرائيل. ويأتي هذا الإنجاز الهام في أعقاب اتفاق المغرب الأخير مع إسرائيل، والذي تضمن بشكل خاص شراء طائرات بدون طيار "انتحارية" متقدمة من طراز Spy-X، كما ذكرت قناة I24NEWS الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.

المغرب  مركز لتصنيع الطائرات بدون طيار
المغرب  مركز لتصنيع الطائرات بدون طيار 


يمثل الاختبار الميداني الناجح لهذه الطائرات بدون طيار، الذي أجري في المغرب وفقا لشركة BlueBird الإسرائيلية، لحظة محورية في صناعة الطيران في المنطقة. تم تصميم طائرة SpyX بدون طيار لمهام الاستطلاع والهجوم، وتتميز بقدرات مذهلة، بما في ذلك سرعة قصوى تبلغ 250 كيلومترًا في الساعة، ونصف قطر تشغيلي يمتد 50 كيلومترًا، وقدرة على التحليق تصل إلى ساعة ونصف. تمثل هذه الطائرات بدون طيار، المجهزة بأجهزة استشعار نهارية/حرارية للكشف عن الأهداف، قفزة إلى الأمام في ترسانة التكنولوجيا العسكرية المغربية.

ويؤكد هذا الإنجاز التزام المغرب بتطوير صناعاته العسكرية وتبني التكنولوجيا المتطورة. علاوة على ذلك، فإنه يدل على تعميق التعاون الثنائي بين المغرب وإسرائيل، خاصة بعد التوقيع التاريخي على اتفاقيات أبراهام في ديسمبر 2020.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن غزو المغرب لتصنيع الطائرات بدون طيار يحمل وعدًا كبيرًا لمستقبله التكنولوجي. إن القدرة على إنتاج طائرات بدون طيار محليًا لا تعني تحقيق خطوات كبيرة في الهندسة والتكنولوجيا فحسب، بل تمهد الطريق أيضًا لمزيد من الابتكار وتطوير الخبرة في الصناعة. علاوة على ذلك، فإن لديها القدرة على تحفيز النمو الاقتصادي من خلال توليد فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات. وفي نهاية المطاف، ستمكن هذه المبادرة المغرب من الظهور كلاعب مهم في سوق الطائرات بدون طيار العالمية.

صادرات الأسلحة الإسرائيلية والمشهد الدفاعي في المغرب

تم التأكيد على أهمية إسرائيل كمورد رئيسي للأسلحة للمغرب من خلال بيانات صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، حيث كشفت أن 11٪ من صادرات الأسلحة الإسرائيلية تجد طريقها إلى المغرب. ومن بين هذه الصادرات أنظمة دفاعية وطائرات بدون طيار، مما يسلط الضوء على دور إسرائيل المحوري في تعزيز القدرات الدفاعية للمغرب.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال