المعركة التي غيرت وجه سوريا
قبل 11 يوما فقط، كان من المستحيل أن نصدق أن حكم عائلة الأسد في سوريا سينتهي قريبا. لكن المعارك الخاطفة التي شنتها فصائل المعارضة السورية كانت كافية لإسقاط نظام الأسد الذي حكم سوريا بقبضة من حديد لمدة 54 عاماً. ولم تكن هذه المعارك مجرد مناوشات بسيطة، بل شكلت نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع السوري.
عشرة ايام خسفت بالاسد وادت بحكم استمر بالحديد والنار 54 عاما لو اخبرناك قبل 11 يوما ان حكم عائله الاسد سينتهي في سوريا ,معارك خاطفه شنتها الفصائل السوريه المعارضه خلال عشرة ايام اسقطت من دمر سوريا بجيشه .
يمثل سقوط نظام الأسد في وقت قياسي من خلال قتال خاطف تحولاً تاريخياً للصراع السوري. ورغم أن الطريق إلى الاستقرار لا يزال طويلاً، إلا أن هذه الأحداث تمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا.
البداية المفاجئة: بداية المعركة من إدلب
شهدت سوريا، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، تطوراً مفاجئاً عندما شنت فصائل المعارضة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، هجوماً واسعاً على قوات النظام السوري شمال غرب البلاد. وكان لهذا الهجوم أثر كبير في تغيير موازين القوى، حيث سرعان ما سقطت مدينة حلب بشكل كامل بعد انسحاب قوات النظام والميليشيات الإيرانية دون مقاومة تذكر. وعلى الرغم من الحديث عن "انسحاب تكتيكي"، بدا سقوط حلب غير متوقع وساهم في إرباك النظام.السيطرة على حماة: من حلب إلى قلب سوريا
ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى أكملت فصائل المعارضة تقدمها نحو مدينة حماة، التي تعتبر رابع أكبر المدن السورية. وبعد أيام من السيطرة على حلب، انطلقت العمليات العسكرية لتشمل ريف حماة، حيث تمكنت المعارضة من السيطرة على المدينة رغم المحاولات الخجولة لقوات النظام لاستعادتها. وفي هذا السياق، لعبت فرقة النخبة في هيئة تحرير الشام والمعروفة باسم "العصابات الحمراء" الدور الأهم في هذه الانتصارات.
الزحف نحو حمص: مفاجآت عسكرية جديدة
وبعد السيطرة على حماة، تحركت الفصائل نحو حمص وتمكنت من السيطرة على الريف الشمالي خلال ساعات. وفي الوقت نفسه، تركت قوات النظام مدينة دير الزور وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية الكردية تسيطر على المدينة. وقد أضاف هذا التقدم السريع داخل الأراضي السورية المزيد من الضغوط على قوات النظام، التي كانت تتوقع فرض طوق أمني حول دمشق.درعا والسويداء: انهيار النظام في الجنوب
على نحو مفاجئ، تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على مدينة درعا ومحافظتها جنوبي سوريا، متضمنة حواجز عسكرية عديدة. وفي الوقت نفسه، شهدت محافظة السويداء هجمات متزامنة أدت إلى انهيار النظام، وفرار مسؤولين عسكريين وأمنيين. يمثل هذا السقوط السريع لجنوب سوريا بداية نهاية النظام.وهكذا باتت الفصائل المسلحه المعارضه تسيطر على مدينه حماه رابع كبرى مدن سوريا الواقعه في وسط البلاد بعد ايام من سيطرتها على حلب وادلب وبعد سقوط حماه انتقلت الفصائل الى حمس وسيطرت بساعات على ريفها الشمالي كاملا ,هنا تشعب التكتيك العسكري المحكم لفصائل المعارضه السوريه فبينما كانت الانظار على شمال سوريا والوسط مع تقدم الفصائل لم يكن الشرق مستقرا بل يغلي حيث سيطرت ميليشيات قسد الكرديه على كامل مدينه دير الزور شرق سوريا
اللحظات الأخيرة: من حلب إلى دمشق
أكدت فصائل المعارضة استمرار تقدمها نحو دمشق، ولذلك نام السوريون ليل السبت إلى الأحد قبل أن يستيقظوا فجراً على أنباء هروب بشار الأسد، مع سقوط وهروب كافة أركان النظام.
لم يصدق الكثير من السوريين أن الطاغية بشار الأسد هرب بعد قتال دام عشرة أيام فقط، بدأ في حلب وانتهى في دمشق.
وما إن سقطت آخر معاقل النظام في الجنوب حتى بدأ التقدم نحو دمشق. ومع اقتراب الفصائل المسلحة من العاصمة، بدأت قوات النظام بالتراجع نحو دمشق. فجر السبت، جاءت المفاجأة الكبرى: فرار بشار الأسد، تاركاً وراءه نظامه ينهار بسرعة مذهلة.أسباب التراجع السريع: التحولات الإقليمية والدولية
عوامل كثيرة ساهمت في تسريع سقوط النظام السوري. ومن بين التطورات الإقليمية والدولية، مخاوف روسيا من الحرب في أوكرانيا وضعف إيران وحزب الله، إضافة إلى الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة إنهاء نظام الأسد. كما ساهمت القدرات العسكرية المتقدمة لفصائل المعارضة، من طائرات مسيرة ومقاتلين مدربين، في تحقيق هذا النجاح.المعركة الأخيرة: التداعيات والتحديات في سوريا بعد سقوط الأسد
وفي نهاية المطاف، أدى هذا القتال السريع إلى مقتل أكثر من 800 شخص، معظمهم من قوات النظام والميليشيات الإيرانية. ولكن الأهم من ذلك هو أنه للمرة الأولى منذ 54 عاماً، لن يُطلق على سوريا اسم "سوريا الأسد". هذه النهاية السريعة والمفاجئة يمكن أن تخلف وراءها تحديات كبيرة في إعادة بناء الدولة السورية وإعادة هيكلة مؤسساتها.نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة
وفي النهاية، لم يتمكن الأسد الهارب من الخروج بخطاب الاستقالة أو تسليم السلطات، وكأنه يريد أن تبقى هذه البلاد في حالة من الفوضى حتى الثانية الأخيرة قبل السقوط.
بقاء الحكومة في سوريا لإدارة مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية، بالإضافة إلى بيان لرئيس هيئة تحرير الشام أحمد الشرع أبي محمد الجولاني حول منع كافة القوات العسكرية في دمشق من الدخول أو الاقتراب من المؤسسات العامة التي ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء الأسبق حتى تسليمها رسمياً، ببيان بثه التلفزيون السوري الرسمي يعلن سقوط الأسد والمتصل ومن أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة، كان ذلك كافياً لإصلاح الوضع. حتى انتهت المعارك الخاطفة بعد خروجهم.. وقُتل 800 شخص معظمهم من عناصر قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
يمثل سقوط نظام الأسد في وقت قياسي من خلال قتال خاطف تحولاً تاريخياً للصراع السوري. ورغم أن الطريق إلى الاستقرار لا يزال طويلاً، إلا أن هذه الأحداث تمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا.
التسميات
أخبار